نصائح في التعلُم الذاتيّ: هل فعلًا الدراسة الذاتية مفيدة؟
كثير من المقالات والمنشورات على الشبكات الإجتماعية تشجعك على البدء بدراسة بعض الدورات التعليمية، لكن هل بالفعل هي مفيدة؟ هل ستؤثر في حياتك التأثير الكبير الذي يقوم بتحويلك من (Zero to Hero).
الكثير من الأشخاص يقوم بالتعلم الذاتي لعدة أسباب، منها متعة التعلم، البحث عن وظيفة، تغيير المهنة، دراسات عليا، شغف تجاه مجال معين. هذه الأسباب كلها منطقية ومُستحقة لأصحابها، لكن حين تسأل مجموعة من الأشخاص ما الذي غيّره بالفعل التعليم الذاتي في حياتك؟ فإن بعض الإجابات قد تكون غير دقيقة أو عاطفية أكثر منها واقعية.
لست هنا لأشكك بمدى أهمية التعلم الذاتي، لكن فقط أحاول أن ألفت إنتباهك للهدف الذي تتعلم من أجله، في السطور القادمة ثلاث قصص ملهمة لطلبة من موقع يوديستي.
هؤلاء الطلبة كل منهم حصل على وظيفة بعد إنهاء برنامج الدبومات المصغرة. ربما قد دفعوا مقدارًا من المال مقابل البرامج المصغرة (NanoDegree)، لكن تظل كل تلك المواد متاحة مجانًا لمن يريد أن يحقق نتائج ملموسة بمهنة ما وليست لديه إمكانية الدفع مقابلها. وحتى ولو ستدفع فإن نجاحك بالبرنامج تقع مسؤوليته الكبرى عليك بالنهاية. كما أن الدفع أحيانا سيحفزك لإنهاء البرنامج والدراسة بتركيز أكبر.
قبل أن أبدأ في سرد تجارب الطلبة، كل ما أريده منك أن تتخيل قليلًا القصة التي تريد أن تحكيها أو تكتبها مثل هؤلاء بعد 6 أشهر أو عام من تعلمك الذاتي المُركز، لأنك بذلك فقط تستطيع تقييم أدائك والنتائج التي كنت تريد أن تصل إليها. هل ستكتب تدوينة بعنوان (عام من دراسة تطوير الويب وأخيرًا الحصول على وظيفة بجوجل)، أم بعنوان (أنهيت دراسة تطوير تطبيقات iOs وقمت بتغيير وظيفتي من مدرس إبتدائية لمطور iOs بدوام كامل)، أم بعنوان (أطلقت تطبيقي الأول بجوجل بلاي وحقق مليون تنزيل).
إذا كانت لديك قصة ملهمة عن التعلم الذاتي والنتائج التي حققتها فشاركنا بها فربما نقوم بتجميعها ونشرها هنا، فكلما كانت قصص التعلم الذاتي قريبة من واقع عالمنا العربي كلما كانت أقدر على إلهام الآخرين. العناوين السابقة هي مجرد أمثلة وليست شرطًا أن تكون خاصة فقط بعلوم الحاسب والبرمجة، يمكنها أن تكون بأي مجال قمت بدراسته، المهم أن تحتوي على أربعة عناصر هامة (ماذا فعلت – كم المدة – ما النتيجة – كيف فعلتها).
والآن مع قصص طلبة يوديستي.
1- سوميا رانجان: طالب هندي من وظيفة تقنية روتينية لوظيفة بأهم المجالات الحديثة (تحليل البيانات)
يقول سوميا “منظومة التعليم لم تكن جيدة بالجامعة، والطلبة دائمًا يبحثون عن سُبل أخرى لتحسين مهاراتهم” ، ويحكي أنه كان مهتمًا بثقافة المووك منذ البداية، منذ نشر أول كورس لثرون مؤسس يوديستي في مجال الذكاء الإصطناعي.
في إحدى المنح تعرف سوميا على مجال تحليل البيانات وأُعجب به، في نفس الوقت كان موقع يوديستي نشر دبلومته المصغرة لتحليل البيانات، ويغطي البرنامج مواضيع هامة، كعلم الإحصاء، تعلم الآلة، وعروض البيانات المرئية. وغيرها من المواضيع التي تساعد أي شخص للبدء بقوة في هذا المجال. وتستغرق الدورة من 8-12 شهر دراسة.
المثير بقصة سوميا أنه أنهى البرنامج في 4 أشهر يعني في نصف المدة، ويقول أنه كان لديه وقت كثير ما بين التخرج والحصول على أول وظيفة. كان يعتقد أنه بإمكانه إنهاء البرنامج في 3 أشهر، لكن بعد حصوله على وظيفة بشركة تقنية كان عليه أن يضيف شهر إضافي لجدوله لإنهاء البرنامج وتغيير مساره المهني.
يعمل الآن سوميا بشركة Gramener إحدى أهم المشاريع الناشئة في الهند والمهتمة بمجال تحليل البيانات. ويحكي سوميا تأثير دراسته لدبلومة يوديستي المصغرة في تحليل البيانات فيقول:
“كنت أقدم على الكثير من الوظائف في هذا المجال لكن بدون رد أو إجابة منهم، فلا يوجد لي أي أعمال أو خبرة واقعية بالمجال تؤهلني لذلك، لكن الأمر تغير بعد الحصول على شهادة الدبلومة المصغرة، فالمشاريع التي عملت عليها كانت كفيلة ببناء سيرتي الشخصية، والردود التي تلقيتها من الشركات بعد ذلك كانت جيدة جدًا”.
2- سمانثا: الحصول على الوظيفة بعد ربع ساعة من مقابلة العمل
سمانثا لم تكن لديها أي خبرة في البرمجة أو تطوير الويب، فقبل إنهاء دبلومة يوديستي المصغرة لتطوير الويب كانت تدرس في مجال الإدارة، وكانت تعمل جليسة أطفال في وقت فراغها. حافزها لإنهاء البرنامج كان رغبتها في البدء في مهنة جديدة تمامًا.
إتجاهها للدراسة أونلاين كان بسبب أنها تريد إدارة وقتها بنفسها، فالدراسة أونلاين توفر ذلك بخلاف الحجز بمعاهد أو أماكن خاصة ذات مواعيد وجداول محددة.
كما أخبرت بقصتها أن معظم المشاريع التي عملت عليها أثناء الدبلومة كانت حقًا صعبة، وهو الأمر الجيّد، وهو ما كانت تحتاجه بالضبط، كانت تريد تحسين مهاراتها في حل المشكلات، عبر تفتيت المشكلة لقطع صغيرة وحل كل جزء على حدى. فبرأيها من خلال هذه الطريقة ستتعلم أفضل.
تقول “بسبب أن زوجي كان يعمل عن بُعد ولدينا حرية الإنتقال، قمت بالتقدم على عدة وظائف كمطورة ويب في عدة مدن، قمت بعقد لقاء عمل مع إحدى الشركات عبر هانج أوت، وتحدثت مع صاحب الشركة وكبير المطورين، ناقشنا مهاراتي والخبرة التي أكتسبتها، وما أتوقعه بالعمل في الشركة، ما فاجأني أني كنت مناسبة للوظيفة، وبعدها بربع ساعة كنت قد حصلت على عرض عمل، اسمي الوظيفي الآن مطورة/مصممة ويب، وسأقوم بمساعدة بناء وتصميم مواقع الشركات بجميع أنحاء البلاد”
3- إشا إلياس: كيف حصلت على وظيفة مطوّرة ويب
“حصلت على درجة بكالوريا في علوم الحاسب عام 2004 ولدي خبرة في البرمجة، البرمجة الكائنية، نظم البيانات، قواعد البيانات، ولكن ذلك منذ زمن بعيد، ولم أعمل بوظيفة فنية أبدًا من حينها، عملت بإحدى البنوك لمدة عامين، أم الأعوام الخمس أو الست السابقة لم أعمل وفضلت قضاء وقتي مع العائلة.”
“لم أكن متأكدة أي المسارات التي أريد دراستها في البداية، فقد درست مساق تعليمي في علوم البيانات، ولم أكن مرتاحة معه، لذا عندما ظهرت دبلومة تطوير الويب المصغرة قمت بإلقاء نظرة، وكان معظم المحتوى جديد بالنسبة لي، في الحقيقة كنت متحيرة هل أقوم بالتسجيل في الماجستير، لرغبتي في العودة لمجال علوم الحاسب.”
“لكن ما أردته بالفعل هو الحصول على وظيفة بالمجال، لكن بالطبع لم أمتلك الخبرة الكافية وتخرجت منذ أمد بعيد، حتى ولو درست دورة أو دورتين بكورسيرا أو يوديستي فلن يوظفني أحد لمجرد ذلك.”
“مع الدبلومة المصغرة كانت لدي الإمكانية للعمل على مشاريع يمكنني إظهارها كدليل خبرة، أؤمن حقًا أنها كانت تجربة مصيرية بالنسبة لي ووفرت علي الوقت والمال الذي كنت سأبذله في برنامج الماجستير والإنغماس في ديون الطلبة، سعيدة لأن لدي وظيفة الآن، يمكنني أن أقوم بإكتساب المزيد من الخبرة، الإستمرار في الدراسة ، والإنطلاق بعدها”
يوجد الكثير والكثير من القصص الملهمة لطلبة موقع يوديستي تجدها بالمدونة الرسمية عبر تصنيف (Student Spotlight) مثيلات للتي ذكرناها لتستلهم منهم وتتعلم من دروسهم، فكما قرأت فتاة ليست لديها أي خبرة بالبرمجة، حصلت على وظيفة مطورة ومصممة ويب، وأخرى خريجة علوم حاسب منذ 12 عامًا لكنها طورت نفسها وحصلت على وظيفة، وآخر استطاع أن ينهي البرنامج في نصف المدة وقام بتغيير وظيفته لأخرى مهتم بها.
نتمنى أن يغير التعلم الذاتي حياتك .. وننتظر قصتك قريبًا لنحكي عنها.